اكتشف القائد الذي بداخلك

اكتشف القائد الذي بداخلك
( فن القيادة في العمل )

كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس وتنجح وسط عالم متغير

لقد قرأت كتاب متميز في فن القيادة للكاتب ديل كارنيجي وشركاه وهذا الكتاب يحتوي على مجموعة من الفصول سوف أحاول بمشيئة الله سردها لكم خلال أوقات متفرقة .

اجعل عقلك متفتحاً وقابلاً للتغير طوال الوقت . لا يمكنك تحقيق التقدم بدون مراجعة أفكارك وآرائك باستمرار .

الفصل الأول : اكتشف الزعيم بداخلك

كان تشارلز يحصل على راتب مليون دولار سنويا في مصنع للصلب ، وقال لي : إنه يحصل على هذا الراتب الضخم بسبب قدرته على التعامل مع الناس .. تخيل ذلك !! مليون دولار سنوياً لأنه قادر على التعامل مع الناس . في يوم من الأيام ، كان تشواب يسير في أحد عنابر مصانع الصلب ، وقابل مجموعة من الرجال يدخنون تحت لافتة ( ممنوع التدخين ) .

هل تظن أن تشواب أشار إلى للافتة وقال ( ألا تقرؤون ؟ ) ، بالطبع لا ، لا يفعل ذلك الأستاذ في العلاقات الإنسانية .
تجاذب تشواب أطراف الحديث مع الرجال بطريقة ودية ، ولم يذكر كلمة واحدة عن تدخينهم تحت لافتة ممنوع التدخين .

وفي النهاية ، أعطاهم مجموعة من السيجار وقال وهو يغمض إحدى عينيه : ( سوف أكون شاكرا إذا دخنتم هذا السيجار في الخارج أيها ألأصدقاء ) . ديل كارينجي

فريد ويلبون هو رئيس فريق نيويورك متيس لكرة البيسبول . بعد ظهر يوم من الأيام ، كان ويلبون يقود مجموعة من التلاميذ في جولة في إستاد شيا . وجعلهم يقفون خلف المرمى ، وتجول بهم في غرف الفريق وفي الممرات الداخلية للإستاد .
وفي ختام الجولة ، أراد ويلبون أن يأخذ التلاميذ إلى حظيرة الثيران في الإستاد .

وبينما كانوا أمامها ، أوقفهم حارس الأمن . وقال : ( حظيرة الثيران ليست مفتوحة للزائرين ) ، ولم يكن يعرف الحارس ويلبون وقال له مرة أخرى : ( آسف لا يمكن أن تدخل هنا ).

وكان من حق فريد ويلبون أن يتجول أينما شاء في الإستاد ، وكان يستطيع عقاب الحارس المسكين لأنه لم يعرفه ، أي لم يعرف هذه الشخصية المهمة . وكان يستطيع ويلبون أن يظهر تصريح الأمن الذي لديه ويثبت للأطفال المندهشين مركزه الحقيقي في إستاد شيا .

ولم يفعل ويلبون أي شيء من هذا ، وأخذ الطلاب إلى الجانب الآخر من الإستاد وأدخلهم حظيرة الثيران من باب آخر .
لماذا أرهق نفسه بفعل ذلك ؟ لم يكن ويلبون يريد إحراج حارس الأمن . فالرجل – رغم كل شيء – كان يؤدي واجبه وبأمانة . وفي وقت لاحق في ذات اليوم ، أرسل ويلبون رسالة إلى الحارس يشكره فيها على أداء وجبه باهتمام .
هل اختار ويلبون أن يغضب أو يفتعل مشهداً ينتهي بندم الحارس وأسفه ، بالطبع كان عمله سيتأثر بذلك ، لقد تسبب تصرف ويلبون الرقيق في فاعلية أكبر . شعر الحارس بالرضا لهذه المعاملة ، ويمكنك أن تراهن باطمئنان على أنه سوف يتعرف على ويلبون في المرة القادمة التي يتقابلان فيها .

إن فريد ويبلون قائد ليس لمجرد ما له من مركز وراتب مرتفع . إن ما يجعله قائداً على رجال ونساء هو أنه تعلم كيف يتصرف بلباقة ويتعامل مع الآخرين .

كان آرثر أش لاعب تنس من الدرجة الأولى ، وأبا من الدرجة الأولى ، وقائداً حقيقياً في كل المجالات الأخرى .

قال أش في مقابلة قبل وفاته : ( تحدثت وزوجتي حول هذا الأمر مع ابنتنا البالغة من العمر ستة أعوام . الأطفال ينفعلون بما يشاهدون أكثر مما يسمعون ، وهم في هذه السن يجعلونك تحافظ على أمانتك فإن كنت تراوغ في شيء ما سوف يواجهونك به مباشرة )

ويقول إنني أقول لابنتي : إنه ليس من اللياقة أن تضعي مرفقيك على المائدة أثناء الطعام . ثم بعد العشاء أضع مرفقي على المائدة . فتقول لي : أبي مرفقاك على المائدة . فعليك أن تكون أميناً بالدرجة الكافية لتقول لها أنتِ على حق وتقوم برفع مرفقيك من على المائدة .
الحقيقة أن هذه تجربة تعليم قوية جداً تفوق استماع الطفلة لهذه النصيحة وهي تتعلمها عندما تراها . لكن الأفعال تكون دائماً أقوى في ترسيخ الشيء.
القائد يضع المعاير ثم يلتزم بها . فكان دوجلاس وارنر الثالث مثلاً يصر على ما يطلق عليه ( الشفافية الكاملة ).

( الخطوة الأولى نحو النجاح هي تحديد نقاط قوتك القيادية )